الشيخ علي اليثي
الكتاب: المنتخب من أدب العرب (الجزء الأول)
الشيخ علي اليثي
قال يرثى محمود باشا الفلكي وقد صادف أن تهاوت نيازك
ليلة وفاته :
- أرى النيازك عن سام من الفلك مذعورة أصبحت تصبو إلى الدرك
- كالطير فاجأها البازيّ وأذهلها فحاكت
البرق، وانقضت عن الحبك
- نعت إلينا الرئيس الجبذيّ ، وقد قالت تعزّوا فما حيّ بمترك
- يا نفس هذا مصاب قد أصاب فما أبقى فؤاد صبور غير مرتبك
- إليس نسر سماء العلم قد علقت كف المنون به فانحاز في الشرك
- الصبر يا نفس، واستبقي منايحه أو فالتصبر إن تبغي الهدى فلك
- حل القضاء وناعي المجد أرخنا قد مات محمود باشا المسند الفلكي
وقال في عقب الثورة العربية (من قصيدة طويلة) :
- كل حالٍ لضده يتحول فالزم المصبر إذ عليه المعول
- يا فؤادي استرح فما الشأن إلّا ما به مظهر القضاء تنزل
- رب ساعٍ لحتفه وهو ممن ظن بالسعي للعلا يتوصل
- قدر غالب وسر الخفايا فوق عقل الأريب مهما تكمل
- غاية العقل حسرة وعقال واللبيب الذكيّ من قد تأمل
- كيف ننسى، وحادثات الليالي فاجأتنا بكارثٍ ليس يحمل
- أذهبت أنفسًا وغالت نفيسًا وذوي مربع الحظوظ وأمحل
- وإذا المرء كان بالوهم يبني فخيال الظنون ما قد تمثل
- وريح قوم سعوا لإدراك أمر دون إدراكه الجبال تزلزل
- ما أصروا عليه إلّا أضروا بأناس من نابه أو مغفل
- ذاك يسعى على التقية خوفًا وسواه سعى لكيما يجمل
- لو أصابوا الرشاد عند ابتداء كانت الغاية الجميلة أمثل
وقال يصف السفينة وهو عائد من برلين :
- أصبح الوقت باسمًا بالسرور كابتسام الربيع وقت الزهور
- أينا لقي ظريف طبع لطيفًا كي ندير الحديث مثل الخمور
- فوق ظهر السفين نحسن وصفًا حيث يجري على صفاء البحور
- وتراه يختال وهو معنى ويحه كم يجر ذيل الفجور
- ذيله يرسم المجرة عجيبًا بين موج يضيء مثل البدور
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء