الكتاب: المنتخب من أدب العرب (الجزء الأول)
الشيخ حسن العطار
قال يتغزّل
- أعن المحب ثناك عنهُ وجيبه أم قد دعاك إلي البعاد رقيبهُ؟
- هجر الكري لما هجرت وواصلته شجونه وازداد فيك نحيِبهُ
- لم يجن ذنبا في هواك ،وإنما قد كان بالهجران منك نصيبهُ
- أفقرته من حُسن وصلك بعدما جادت عليك دموعه ونسيبه
- وتركته، والفكر منك مع النهار سميرهُ،والسهد منك نصيبه
- لو للقا عطفتك منه شكايه رقّت ودمع طافح شؤبوبه
- لرأيت جسما كالخلال من الضنا ولهيب قلب مُقلتاه تذيبهُ
- صله لتستبق به الرمق الذي لولا الأماني ما بقي موهوبهُ
- ألزمت نفسي الصبر فيك تأسيا والصبر أصعب ما يُقاد نجيبه
- وبليت منك بكل لاحٍ لو تبدّي نحو طودٍ أثقلته كروبهُ
- أفلا رثيت لعاشق لعبت به أيدي المنون ونازعته خُطُوبه؟
- أنت النعيم له ومن عجب
تعذبهُ وتمرضه وأنت طبيبه!
وقال متغزلا :
- أنا راض منك ياكل المنى بالذي تهرى على حكم الغرام
- لست أبغي من زماني حاجة غير أن تحيا سعيدا والسلام
وقال يصف بركة لازبكية :
- بالازبكية طابت لي مسرّات ولذّ لي في بديع الأنش أوقات
- حيث المياخ بها والفلك سابحة كأنها لبدور الحسن هالات
- والماء حين سرى رطب النسيم به وحلّ فيه من الأدواح زهرات
- كسابغات دروع فوقها نقط من فضة ، واحمرار الوجه طعنات
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء