لبلدتنا محطّة السكّة الحديدية، يقف فيها كثير من القُطُر الذاهبة إلى دهلى (عاصمة بلاد الهند) والآتية منها.يُرسِل إليّ والدي نفقات السفر فاُسافر إلى بلدتي مرة كل أسبوع.
وأنا اسافر وَحدي ولا أخاف، فالسفر سهل، فما عليّ إلّا أن أذهب إلى المحطة واقف أمام شباك التذاكر، واُعطي صارف التذاكر ثمن التذكرة إلى بلدتي ذهابا وايابا، واَركب القطارَ.
التذكرة قطعة صغيرة من الورق المقوّى، أحد وجهَيها خالٍ من الكتابة، وعلى الوجه الآخر اسم مَحَطِّ الرُكوب وسم محط النزول، وثمن التذكرة، وتاريخ الصرف، واقم القطارِ، وبعد المسافة.
اُقدّم هذه التذكرة اولا لحارس الباب فيطّلع عليها ويقرضها بمقراضه، ويُرشدني إلى القطار الذي أريد رُكوبَه، وفي القطار يأتي مفتّش التذاكر فيطّلع على التذكرة ويقرضها بمقراضه أو يَخُطُّ عليها بمرسامه، ثم يُعيدها إليّ، وعندما اصِلُ إلى محطّ بلدي اُسلّم التذكرة إلى حارس الباب وأخرج.
إني اُسرُّ كثيرا حينما أركب القطار، واُطلُّ من النافذة وأرى المناظر الجميلة – والقطار مُسرعٌ في سيره – أرى الفلّاحين يعملون بجدٍ ونشاطٍ في مزارعهم، وأرى الحقول الخضراء الواسعة والأشجار الباسقة المظلّة، والجداولَ الجارية، البهائمَ ترعى الحشيشَ وأشاهد الثيرانَ تجر المحاريث او تدير النواعير.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء