الكتاب : مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع
وزارة المعارف العمومية، مصر
هوأبو إسماعيل الحسين بن علي الملقّب بمؤيّد الدين الأصبهاني العروف بالطغرائي
كان غزير الفضل لطيف الطبع فاق أهل عصره بصنعة النظم والنثر وكان ينعث
بالأسناذ . ولي الوزارة للسلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل ولما انتقل الملك إلى
السلطان محمود أخي السلطان مسعود وفرلى الوزراة الكمال نظام الدين أبوطالب علي بن
أحمد بن حرب السميرمي رمي للطغرائي عند هذا الوزير بالإالحاد فقتله لهذا السبب في
الظاهر وفي الحقيقة لغيرته منه لغزارة فضله وكان ذلك سنة 514ه -
والطغرائي نسبة إلى الطغرائي أعجمية معناها الطرّة اللتي تكتب في أعلى
الكتاب فوق البسملة بالقلم الغليظ ومضمونها نعوت الملك الذي صدر عنه الكتاب-
من قصيدة المشهررة بلامية العجم :
- حب السلامة يثني عزم صاحبه عن المعالي, ويغري المرء بالكسل
- فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً في الأرض أو سلّماً في الجو فاعتزل
- رضى الذليل بخفض العيش مسكنةٌ والعزُّ
عـند رسيم الأينق الذُّلُلِ
- إنّ العلا حدّثني وهي صادقة فيما تحدّث أنّ العزّ في النقل
- لوأن في شرف المأوى بلوغ منى لم
تبرح الشمس يوماً دارة الحَمَـلِ
ومنها
- غالى بنفسي عرفاني بقيمتها فـصـنـتها عن رخيص القدر مبتذلِ
- وعادة السيف ان يزهى بجوهرة وليس يعمل الا في يدي بطل
ومنها
- أعدى عدوك أدنى من وثقت به فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ
- وإنـما رجل الدنيا وواحدها من لايعول في الدنيا على رجلِ
- وحسن ظنك بالأيام معجزةٌ فظن شرّاً وكن منها على وجَلِ
وله :
- أبى الله أن أسمو بغير فضائلي إذا ما سما بالمال كلّ مسوّد
- وإن كرمت قبلي أوائل أسرتي فإنّي بحمد الله مبدأ سؤددي
- إذا شرفت نفسُ الفتى زاد قدره على كل أسنى منه ذكراً وأمجدَ
- كذاك حديد السّيف إن يصفُ جوهراً فقيمتهُ أضعافهُ وزن عسجد
وقال يسلّى معين الملك من نكبته :
- فصبرا معين الملك إن عن حادث فعاقبة الصبر الجميل جميل
- ولا تيأسن من صنع ربك له ضمين بأن الله سوف يديل
- فإن الليالي إذ يزول نعيمها تبشر أن النائبات تزول
- ألم تر أن الليل بعد ظلامه عليه لإسفار الصباح دليل
- ألم تر أن الشمس بعد كسوفها لها صفحة تغشى العيون صقيل
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء