المتنبي

المتنبي (المتوفى سنة 354 ه)
مجموعة من النظم والنثر للحفظ والتسميع
وزارة المعارف العمومية، مصر











أبوالطيّب أحمد بن الحسين للكندي الكوفي هومن أهل الكوفة وقدم الشام فى صباه وجال في أقطاره واشتغل بفنون الأدب ومهر فيها فكان من المكثرين من نقل اللغة والمطلعين على غريبها وحوشيها ولا يسأل عن شئ ، الا استشهد عليه بلام العرب من النظم والنثر ودخل مصرومدح يعض أمرائها ، إما شعره فهو في النهاية لايحتاج إلى الوصف لشهرته وديوانه مطبوع –خرج عليه قوم كان مع بعض أصحابه فاشتبك القتال بين الفريقين فلما رأى المتنبي الغلبة عليه وعلى أصحابه أراد أن يفرّ فقال له غلامه : لايتحدّث الناس عنك بالفرار وأنت القائل :فالخيل والليل والبيداء تعرفي . والحرب والضرب والقرطاس والقلم فكّر راجعا حتى قتل فكان هذا البيت سبب قتله ٠ وذلك في يوم الأربعاء لست يقين من رمضان سنة 354 ه –

في وصف جواد :
  1. ويوم كلون المدنفين كمنته                  أراقب فيه الشمس أيان تغرب
  2. وعيني الى أذني أغر كأنه                  من الليل باق بين عينيه كوكب
  3. له فضلة عن جسمه في اهابه              تجيء على صدر رحيب وتذهب
  4. شققت به الظلماء أدنى عنانه               فيطغى وأرخيه مرارا فيلعب
  5. وأصرع أي الوحش قفيته به               وانزل عنه مثله حين أركب
  6. وما الخيل الا كالصديق قليلة               وان كثرت في عين من لا يجرب
  7. اذا لم يشاهد غير حسن شياتها              وأعضائها فالحسن عنك مغيب

ومن حكمه :
  1. ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ             وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ
  2. لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى           حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ
  3. وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ            ذا عِفّةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْلِمُ
  4. وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَن لا يَرْعَوي            عَن جَهِلِهِ وَخِطابُ مَن لا يَفهَمُ
  5. وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ                  وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ

ومنها :
  1. وَمَن يَجعَلِ الضِرغامَ بازاً لِصَيدِهِ                   تَصَيَّدَهُ الضِرغامُ فيما تَصَيَّدا
  2. وَما قَتَلَ الأحرارَ كالعَفوِ عَنهُمُ                      وَمَنْ لكَ بالحُرّ الذي يحفَظُ اليَدَا
  3. إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ                        وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدَا
  4. وَوَضْعُ النّدى في موْضعِ السّيفِ بالعلى           مضرٌّ كوضْع السيفِ في موضع النّدى

وله في مدح التدبّر والتروى في الأعمال :
  1. الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ                 هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
  2. فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ                  بَلَغَتْ مِنَ العَلْياءِ كلّ مكانِ
  3. وَلَرُبّما طَعَنَ الفَتى أقْرَانَهُ                   بالرّأيِ قَبْلَ تَطَاعُنِ الأقرانِ
  4. لَوْلا العُقولُ لكانَ أدنَى ضَيغَمٍ               أدنَى إلى شَرَفٍ مِنَ الإنْسَانِ
  5. وَلما تَفَاضَلَتِ النّفُوسُ وَدَبّرَتْ              أيدي الكُماةِ عَوَاليَ المُرّانِ

 وله يمدح سيف الدولة :
  1. عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ           وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
  2. وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها         وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
  3. وَقَفْتَ وَما في المَوْتِ شكٌّ لوَاقِفٍ          كأنّكَ في جَفنِ الرّدَى وهْوَ نائِمُ
  4. تَمُرّ بكَ الأبطالُ كَلْمَى هَزيمَةً              وَوَجْهُكَ وَضّاحٌ وَثَغْرُكَ باسِمُ
  5. تجاوَزْتَ مِقدارَ الشّجاعَةِ والنُّهَى           إلى قَوْلِ قَوْمٍ أنتَ بالغَيْبِ عالِمُ
  6. ضَمَمْتَ جَناحَيهِمْ على القلبِ ضَمّةً        تَمُوتُ الخَوَافي تحتَها وَالقَوَادِمُ

وقال على لسان بعض بنى تنوخ :
  1. قُضاعَةُ تَعْلَمُ أنّي الفَتى                      الـذي ادّخَرَتْ لصُروفِ الزّمَانِ
  2. وَمَجْدي يَدُلّ بَني خِنْدِفٍ                    عَلى أنّ كُلّ كَريمٍ يَمَانِ
  3. أنَا ابنُ اللّقاءِ أنَا ابنُ السَّخاءِ                 أنا ابنُ الضِّرابِ أنا ابنُ الطِّعانِ
  4. أنَا ابنُ الفَيافي أنَا ابنُ القَوافي               أنَا ابنُ السُّروجِ أنَا ابنُ الرِّعانِ
  5. طَويلُ النِّجادِ طَوِيلُ العِمادِ                  طَويلُ القَناةِ طَويلُ السِّنانِ
  6. حَديدُ اللّحاظِ حَديدُ الحِفاظِ                   حَديدُ الحُسامِ حَديدُ الجَنَانِ
  7. يُسابِقُ سَيْفي مَنَايَا العِبادِ                     إلَيْهِمْ كأنّهُمَا في رِهَانِ
  8. يَرَى حَدُّهُ غامِضاتِ القُلُوبِ                 إذا كنتُ في هَبْوَةٍ لا أرَاني
  9. سَأجْعَلُهُ حَكَماً في النّفُوسِ                   وَلَوْ نَابَ عَنْهُ لِساني كَفاني


شكرا لتعليقك