الشيخ محمد عبد المطلب
الكتاب: المنتخب من أدب العرب (الجزء الأول)
الشيخ محمد عبد المطلب
قال في احتفال الأمة المصرية بعيد النيروز سنة 1919م ، يفخر بمصر و
يعدّد مآثرها من قصيدة طويلة :
- لنا ذروة المجد الذي تحت ظلّه تناسلت الأحقاب واعتمل
الدهر
- لنا آية الأهرام يتلو قديمها حديث الليالي فهي في فمها ذكر
- ملأنا بها لوح الوجود مناقبًا إذا ما خلا عصر تلاها به عصر
- وللعلم من آثارنا في جبالنا على الدهر آيات بها ينطق الصخر
- وللمُلك منا كلُّ أروعَ نظِّمت على تاجه الأفلاكُ والأنجم الزهر
- ومنّا الذي ساق الأساطيل شُرَّعًا على البحر يستحيي لصولتها البحر
- لنا كل ما في الأرض من مدينة بها تعمر الأمصار والبلد القفره
- لنا في الورى حق المعلم لو رعوا لنا ذمة وادهر شيمته الغدر
- إذا اعتزَّ قومٌ بالحديد سمت بنا مكارمُ في طيِّ الزمانِ لها نَشر
- بَنَينا على آداب عيسى وأحمدٍ منازلَ عزٍّ دونها يَقع النَسر
- كلانا على دينٍ به هو مؤمن ولكنَّ خِذلان البلاد هو الكفر
- فلا يَحسبَنَّ الناس أَنّا تَزَلزلت بنا قَدَمٌ أو مَسَّ وَحدتنا الضرُّ
وقال من قصيدة في المعلم :
- بني مصر ما بال المعلّم كاسفا يرى الناش فيها يكبرون ويصغر
- سبيل النبيئين الكرام سبيله يعمّ به الدنيا صباحا فتقمر
- سلوا عنه جنح الليل كم بات متعبا تنام حواليه النجوم ويسهر
- سلوا عنه عينا فرّح السهد جفنها يخطّ عليها في الظلام ويسطر
- سلوا عنه جسما بات بالسقم ناحلا فلا البرء مأمول ولا هو يعذر
- سلوا عنه أسفارا قضى الليل بينها غريبا عن الدنيا وأهلوه حضّر
- سلوا عنه قلبا بات يخفق رحمة على فتنة من حوله تتضوّر
- فإن مدّ للدنيا يدا يستمدّها لهم ، عنه ولّت وهي غضبى تشزّر
- فيا ويحه كم يشتكي في حياته وكم يتلقّى من بلاء فيصبر
- ولم تحي إلا بالمعلم أمّة ولا ساد إلا بالمعلم معشر
- فإن لم يطب بالعيش نفسا ولم يكن له بين أهليه المقام الموقّر
- رأيت شبابا يطفئ الجهل نوره ونشئا إذا همّوا إلى المجد قصروا
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء